الأمين العام لمجلس التعاون: الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي

عربي ودولي
16
نيويورك – قنا
أكد السيد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر، يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وسيادة وسلامة أراضيها، مشيرا إلى أن إسرائيل استهدفت فيه منشآت سكنية يقيم فيها أعضاء من الوفد المفاوض من المكتب السياسي لحركة حماس خلال جولة المفاوضات الجارية والوساطة التي تقوم بها الدوحة، للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة.
جاء ذلك خلال كلمة البديوي في الاجتماع المشترك للشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية، الذي عقد اليوم، وذلك على هامش اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة مشتركة من عبدالله علي اليحيا، وزير الخارجية لدولة الكويت رئيس الدورة الحالية، وماركو روبيو، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار البديوي خلال كلمته، إلى أن الهجوم الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر عرض حياة المدنيين للخطر في منطقة سكنية تكتظ بالمدارس والبعثات الدبلوماسية ورياض الأطفال، مجددا التأكيد على تضامن دول المجلس الكامل مع دولة قطر، ومشددا على أن “أمن دول المجلس كل لا يتجزأ وأن أي اعتداء على أي منها هو اعتداء عليها جميعا”.
وعن المأساة الإنسانية في قطاع غزة، قال الأمين العام للمجلس إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان متواصل وجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية وسياسة الحصار المتعمدة التي أدت إلى إحداث المجاعة في القطاع، من شأنه أن يقود إلى تداعيات خطيرة تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وأكد على ضرورة التوصل إلى اتفاق فوري وشامل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، والعمل على تسوية عادلة وشاملة تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
وفي سياق متصل، شدد البديوي على أهمية احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها ورفض التدخلات الأجنبية في شؤنها الداخلية ، مؤكدا أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار أمن المنطقة، منددا بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، ومشددا على ضرورة الالتزام باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
أما في الشأن اللبناني، أكد البديوي على موقف مجلس التعاون الثابت مع لبنان ودعمه لسيادته وأمنه واستقراره، وعلى أهمية تنفيذ إصلاحات سياسة واقتصادية لتحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الاستقرار والرخاء والتنمية.
كما أكد، على أهمية الحفاظ على الأمن البحري والممرات المائية في المنطقة، والتصدي للأنشطة التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، بما في ذلك استهداف السفن التجارية وتهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية والمنشآت النفطية في دول المجلس.
وخلال الاجتماع الوزاري المشترك بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية، أكد البديوي أن الشراكة بين الجانبين ضرورة استراتيجية تضمن الأمن والاستقرار والازدهار للجميع، مشيرا إلى أن الاجتماع يعكس الالتزام الراسخ بتعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية الممتدة عبر عقود من التعاون الوثيق بين الجانبين.
وأضاف أن هذا الاجتماع “يأتي في ظل شراكة استراتيجية طويلة الأمد قامت على أسس تاريخية راسخة، نمت وتطورت خلال العقود الماضية، وتهدف إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار والازدهار على الصعيدين الإقليمي والدولي وقد جسدت خمس قمم مشتركة هذا التوجه، والتي كان آخرها قمة الرياض في عام 2025، التي شهدت توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية تتجاوز قيمتها 2 تريليون دولار”.
كما تطرق البديوي خلال كلمته، للجانب الاقتصادي مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ أكثر من 120 مليار دولار في عام 2024، مدعوماً باستثمارات خليجية هائلة في الاقتصاد الأمريكي.
ولفت الأمين العام للمجلس، إلى أن العلاقة الخليجية الأمريكية امتدت لتشمل برامج التعليم والتبادل الثقافي، مضيفا: “حيث يدرس عشرات الآلاف من الطلبة الخليجيين في الجامعات الأميركية، وتخرج مئات الآلاف من الطلبة والطالبات الخليجين على مر العقود الست الماضية من مختلف الجامعات الأمريكية”، معبرا عن أمله بأن يستمر تدفق الطلبة والطالبات الخليجين في هذه المؤسسات الأكاديمية دون التعرض لأية معوقات قنصلية أو إجرائية تحول دون تحقيق ذلك الهدف.
مساحة إعلانية