أخبار العرب والعالم

مركز ميدل إيست آي: القضايا العالقة تقود أجندة الشرق الأوسط في 2026

عربي ودولي

34

تحديات إقليمية مستمرة..

25 ديسمبر 2025 , 07:00ص

alsharq

❖ الدوحة – الشرق

أكد تقرير لمركز ميدل إيست آي ان الشرق الأوسط، بعد عامٍ آخر من التطورات المحورية والتحولات العميقة، قد يكون على أعتاب طيّ صفحة عدد من صراعاته المزمنة ومصادر عدم الاستقرار. غير أن التقرير شدد على أن تحقيق نتائج دائمة للمسارات التي انطلقت في عام 2025 يتطلب تركيزًا حازمًا ومقصودًا من الفاعلين الإقليميين والولايات المتحدة، في ظل اتجاهات إقليمية ودولية لا تزال شديدة التعقيد.


وبيّن التقرير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كرّس، خلال السنة الأولى من ولايته الثانية، وقتًا واهتمامًا شخصيًا بالشرق الأوسط يفوق ما خصصه أي رئيس أمريكي آخر منذ إدارة باراك أوباما عام 2009. وزار ترامب المنطقة مرتين؛ الأولى في مايو وتركزت على الدبلوماسية الاقتصادية والصفقات التجارية، إلى جانب لقاء تاريخي مع القيادة السورية الجديدة، والثانية في أكتوبر للاحتفال بوقف إطلاق النار في حرب إسرائيل–حماس في غزة. كما خصص وقتًا واسعًا للقاءات مع قادة إقليميين في واشنطن، في إطار مساعٍ لدفع مسارات السلام واستثمار الفرص الاقتصادية.


وأوضح التقرير أن إدارة ترامب الثانية نفذت خلال عامها الأول أربع خطوات استراتيجية يُرجّح أن يكون لها أثر طويل الأمد، تمثلت في تعميق وتوسيع العلاقات مع القوى الاقتصادية الإقليمية، ولا سيما قطر والسعودية والإمارات وإسرائيل، ومواصلة الانخراط البراغماتي مع القيادة السورية الجديدة، والتوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس أتاح فرصًا محتملة لسلام أكثر استدامة، إضافة إلى تنفيذ عمليات عسكرية محدودة ضد البرنامج النووي الإيراني في إطار حرب إسرائيل–إيران التي استمرت 12 يومًا.


وأشار التقرير إلى أن تأثير الولايات المتحدة في ديناميات الشرق الأوسط، نتيجة هذه التحركات والانخراط المكثف لإدارة ترامب الثانية، كان أكبر من تأثيرها في أي منطقة أخرى من العالم باستثناء نصف الكرة الغربي. وفي المقابل، لم تحقق سياسة ترامب تجاه الحرب في أوكرانيا أهدافها المعلنة، بينما بقيت سياسته تجاه الصين غامضة وغير حاسمة على المستوى الاستراتيجي. ورأى التقرير أن الوقت وحده كفيل بإظهار ما إذا كانت أولوية ترامب للشرق الأوسط ستُفضي إلى نتائج دائمة، إذ لا تزال العديد من الملفات غير مكتملة، كما أن المسارات المستقبلية تكتنفها حالة من عدم اليقين. ورغم أن إدارة ترامب الثانية وضعت المنطقة في دائرة الضوء وحققت تأثيرًا ملموسًا، فإن تعقيدات الملفات الكبرى تتطلب اهتمامًا ومتابعة جادة خلال العام الثاني من الولاية الرئاسية لضمان استمرار التقدم.


وأكد التقرير أن المشهد الإقليمي لا يزال معقدًا، محذرًا من أن أي زخم إيجابي قد يتبدد سريعًا في حال عدم معالجة القضايا الجوهرية. كما أشار إلى أن تداعيات حرب إسرائيل–إيران، والضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادة حماس في الدوحة، لا تزال تؤثر في الاستقرار الإقليمي بصورة غير متوقعة.


تحولات كبرى


مع بداية عام 2026، لفت التقرير إلى بقاء عدد من القضايا العالقة والمقلقة، من بينها تراجع الزخم السياسي لنزع سلاح حزب الله في لبنان، وحالة الشك التي حلّت في غزة محل التفاؤل الأولي بوقف إطلاق النار، إضافة إلى مؤشرات على احتمال تجدد القتال في أكثر من ساحة.


وبحسب التقرير، فإن هذه المعطيات تجعل من عام 2026 عامًا حاسمًا لسياسة ترامب الأمنية في الشرق الأوسط، وحذّر من أن الفشل في إحراز تقدم ملموس قد يعيد المنطقة إلى دوامة العنف ويعرّض المصالح الأمريكية لمخاطر جسيمة.


وأشار التقرير إلى أن الإرث الدبلوماسي الأبرز لترامب في الساحة الإسرائيلية–الفلسطينية خلال عام 2025 تمثل في خطته ذات العشرين بندًا التي أقرها مجلس الأمن الدولي، مؤكدًا أن تقييم أدائه في عام 2026 سيتوقف على قدرته على دفع هذه الخطة إلى ما بعد مرحلة وقف إطلاق النار.


ومع اكتمال المرحلة الأولى من الخطة اسميًا، رأى التقرير أن “الغد” الذي جرى تأجيله قد حان، إلا أن هشاشة الوضع الراهن تعكس صعوبة الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تشمل ترتيبات حكم وأمن انتقالية بإشراف دولي، ما يجعل المتابعة الأمريكية شرطًا أساسيًا للحفاظ على الزخم ومنع التراجع.

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى