أخبار العرب والعالم

سفير العراق لدى الدولة لـ الشرق: نعمل لإنشاء لجنة إستراتيجية عليا قطرية – عراقية

عربي ودولي

156

مشاريع وزيارات رفيعة المستوى تعزز علاقات البلدين..

01 ديسمبر 2025 , 06:59ص

alsharq

❖ عواطف بن علي

– الدوحة تقوم بدور مهم في تعزيز الحوار بين بغداد ودمشق


– بغداد تنظر بإيجابية إلى جهود الدوحة لإعادة الاستقرار الإقليمي


– العراق منفتح للتعاون مع قطر لإعادة إعمار غزة


– التنسيق العراقي- القطري مهم جداً في الملفات الإقليمية


– نحرص على إزالة أي عقبات تواجه المستثمرين القطريين


– عمل مشترك لدعم مسارات الاستقرارفي المنطقة


– الربط الكهربائي مع الخليج خطوة إستراتيجية كبرى 


– العراق وقطر.. مركزان متكاملان في التجارة الإقليمية 


– مشروع تنمية الغاز في أرطاوي نموذج ناجح للشراكة القطرية- العراقية 


– مستشفى بغداد الدولي أحد المشاريع المتقدمة مع قطر في المجال الصحي 


– الحل في السودان يكمن في وقف الأعمال القتالية فوراً


أكد سعادة السيد محمد جعفر الصدر، سفير جمهورية العراق الشقيقة لدى الدولة، أن العلاقات العراقية القطرية تشهد مرحلة متقدمة من التعاون والشراكة الإستراتيجية. وأوضح السفير الصدر أن العراق يسعى إلى علاقة مؤسساتية راسخة مع الدوحة ذات امتداد إستراتيجي، مشيراً إلى الجهود المبذولة لإنشاء لجنة إستراتيجية عليا بين البلدين وتعزيز التنسيق في الملفات الإقليمية ودعم مسارات الاستقرار في المنطقة.


كما شدَّد في حوار خاص مع «الشرق»، على أن العراق منفتح على التعاون مع قطر في مشاريع إعادة الإعمار في غزة، مشيراً إلى أن الدور القطري يعد عنصراً أساسياً ويقوم على مبادئ واضحة تشمل وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مع امتلاك الدوحة قنوات اتصال فعّالة مع جميع الأطراف ومنهجية متوازنة.


وأضاف السفير أن البلدين يعملان على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتطوير مشاريع إستراتيجية مثل الربط الكهربائي، وتنمية الغاز في أرطاوي، بالإضافة إلى اتفاقيات استثمارية، مؤكداً حرص العراق على إزالة أي عقبات أمام المستثمرين القطريين وتقديم التسهيلات لضمان نجاح المشاريع بما يخدم مصلحة البلدين.. وإليكم تفاصيل الحوار: 



◄ كسفير جديد للعراق في الدوحة.. ما هي أولوياتك في تعزيز العلاقات بين البلدين خلال الفترة القادمة؟ 


 تتمثل أولوياتنا في تعميق الشراكة بين العراق وقطر على المستويات السياسية والاقتصادية والاستثمارية. ومنذ وصولي إلى الدوحة وضعتُ مجموعة أولويات أساسية لتعزيز مسار العلاقات: أولاً تطوير الشراكة السياسية وتكثيف التشاور والتنسيق في الملفات ذات الاهتمام المشترك، وثانيًا تعميق التعاون الاقتصادي والاستثماري من خلال جذب الشركات القطرية للاستثمار في العراق، خصوصًا في مجالي الطاقة والبنى التحتية، عبر ربط الإمكانات القطرية بالاحتياجات الحقيقية للعراق. نسعى إلى تحويل العلاقة بين البلدين إلى علاقة مؤسساتية راسخة ذات امتداد إستراتيجي طويل الأمد.


◄ كيف تُقيِّم مستوى التعاون السياسي بين العراق وقطر؟ 


 العراق وقطر يشتركان في فهم عميق لطبيعة التحديات الإقليمية، وهناك تقارب واضح في مقاربة البلدين للكثير من الملفات. مستوى التعاون السياسي الحالي يُعد جيداً، ويتطور بوتيرة متصاعدة، وما زال أمامنا مساحات واسعة للتطوير، خصوصًا في تفعيل آليات التنسيق السياسي الدوري عبر لجان مشتركة رفيعة المستوى، كما أننا نسعى إلى تطوير العلاقات عبر إنشاء لجنة إستراتيجية عليا بين البلدين، وهذا ما نعمل عليه حالياً. ومن المحاور التي نعمل عليها أيضًا دعم مسارات الاستقرار في المنطقة، عبر التعاون في الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. نشترك في الكثير من الرؤى المتقاربة من أبرزها سياسة عدم التمحور وحل الأزمات عن طريق الحوار والوساطة الفعالة.


    – ملفات مشتركة 


◄ في ظل وقف إطلاق النار.. كيف تُقيِّم بغداد تنفيذ الهدنة ودور الدوحة؟ وهل هناك إمكانية للتعاون مع قطر في إعادة إعمار غزة؟


اتفاق شرم الشيخ يمثل نقطة تحول في مسار الأزمات الشرق أوسطية لوضعه أساسًا لوقف دائم للعمليات العسكرية في غزة بعد سنوات من النزاع والدمار، ونرى أن الاتفاق ليس غاية بحد ذاته بل خطوة أولى نحو إحقاق الحق الذي لا يكتمل إلا بإنهاء الاحتلال واحترام قرارات الشرعية الدولية ووقف الاستيطان. ويجدد العراق موقفه الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني ورفض كافة أشكال العدوان على غزة، وأن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية.


أما إعادة الإعمار، فالعراق منفتح تمامًا للتعاون مع قطر، ولديه خبرة واسعة وشركات قادرة على العمل في المشاريع الهندسية والإنشائية واللوجستية، ويمكنه الإسهام في الإطار العربي الشامل لإعادة الإعمار. وننظر إلى الدور القطري كعنصر أساسي يقوم على مبادئ واضحة تشمل وقف إطلاق النار ومنع استهداف المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتمتلك الدوحة قنوات اتصال فعَّالة مع جميع الأطراف وتعمل بمنهجية متوازنة.


    – جهود دبلوماسية 


◄ اضطلعت قطر بجهود دبلوماسية كبيرة في الحوار بين العراق وسوريا.. كيف تتقدم هذه الجهود حالياً؟ 


 قطر تقوم بدور مهم في تقريب وجهات النظر وتعزيز الحوار بين العراق وسوريا. وبغداد تنظر بإيجابية كبيرة إلى هذه الجهود لأنها تسهم في مسار استعادة الاستقرار الإقليمي، وهو أولوية إستراتيجية بالنسبة للعراق. في المرحلة الحالية هناك تقدم ملموس في مسارات التهدئة والانفتاح العربي تجاه سوريا، والعراق يدعم أي جهد يهدف إلى معالجة الملفات الحدودية والأمنية. كما نعمل مع قطر على خلق مناخ مشترك يساعد الأطراف على بناء الثقة ووضع أسس تعاون مستقبلية، خصوصًا في مجالات مكافحة الإرهاب وضبط الحدود وعودة النازحين.


◄ ما هو موقف العراق من التطورات الإقليمية في السودان واليمن؟ وكيف يمكن تعزيز التنسيق مع قطر؟


 العراق يتعامل مع هذه الملفات من منطلق دعم الحلول السياسية ورفض التصعيد العسكري وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. ففي السودان، نرى أن الحل يكمن في وقف الأعمال القتالية فورا وإطلاق حوار وطني شامل. وفي اليمن، ندعم كل الجهود الدولية والعربية للوصول إلى اتفاق يضمن إنهاء الأزمة الإنسانية ووقف إطلاق النار بشكل شامل، والبدء بإجراء حوارات وطنية شاملة تهدف إلى وحدة اليمن وسلامة ووحدة أراضيه. التنسيق العراقي- القطري مهم جدا في هذه الملفات، لأن البلدين يشتركان في رؤية تقوم على الدبلوماسية والحوار والتهدئة. 


    – التعاون الاقتصادي والاستثماري


◄ مشروع الربط الكهربائي بين العراق ودول مجلس التعاون في مراحله النهائية.. ما النتائج المنتظرة؟


يمثل مشروع الربط الكهربائي خطوة إستراتيجية كبرى للعراق، ليس فقط لأنه يعالج أزمة الطاقة المزمنة، بل لأنه يربط العراق بشكل مباشر بمنظومة عربية وإقليمية متطورة، إذ تصل السعة الكهربائية لهذا الخط إلى 600 ميغاواط كمرحلة أولى بنسبة إنجاز تقارب 93 % تمتد بطول 300 كم، ومن المتوقع أن يحقق هذا المشروع تحسين استقرار الشبكة الكهربائية لمناطق جنوب العراق وتقليل الاعتماد على مصادر محدودة فضلاً عن تعزيز أمن الطاقة على المدى البعيد.


◄  هناك خطوط ملاحة بين البلدين.. هل هناك خطط لتوسيع هذا التعاون؟ 


 لدينا رؤية مشتركة لتطوير قطاع النقل البحري؛ نمتلك منافذ بحرية هامة، وقطر لديها بنية تحتية لوجستية متقدمة في الموانئ والنقل البحري، وهذا التكامل يوفر أرضية ممتازة لتوسيع التعاون. نعمل على توسيع خطوط الملاحة المباشرة وتبسيط الإجراءات الجمركية واللوجستية وتوفير بيئة تشجع القطاعين الخاصين على الاستثمار، ونطمح لأن يكون العراق وقطر مركزين متكاملين في التجارة الإقليمية عبر الخليج العربي.


◄ هناك تعاون في مشروع تنمية الغاز المتكامل في حقل أرطاوي.. ما هي آفاق هذا المشروع؟


 مشروع تنمية الغاز المتكامل في حقل أرطاوي يُعدّ واحداً من أهم المشاريع الإستراتيجية التي يعمل العراق على تنفيذه بالتعاون مع قطر للطاقة وشركات توتال إنرجي الفرنسية حيث تصل نسبة الإنتاج المستهدفة فيه إلى 210 آلاف برميل يوميا، وسيعمل هذا المشروع عند اكتماله على تقليل الانبعاثات واستثمار الغاز المصاحب لتوليد الطاقة الكهربائية في الحقل نفسه، ومعالجة 5 ملايين برميل من مياه البحر يوميا، وإنتاج 1000 ميغاواط من الطاقة الشمسية النظيفة، وتبلغ قيمة هذا المشروع الإجمالية 27 مليار دولار، وهو من أكبر مشاريع الطاقة تكلفة في تاريخ العراق، حيث يعد هذا المشروع ضمن رؤية العراق لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة وتقليل حرق الغاز المصاحب وهو ما يشكل تحولاً نوعياً في قطاع الطاقة في العراق. ويمثل المشروع نموذجًا ناجحًا للشراكة العراقية- القطرية ويعكس ثقة الشركات القطرية بالبيئة الاستثمارية العراقية.


     – علامة فارقة 


◄ تم تدشين مستشفى بغداد الدولي باستثمار قطري، بجانب اتفاقيات بـ7 مليارات دولار.. كيف تسير هذه المشاريع؟ 


 هذه المشاريع تمثل علامة فارقة في التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتعكس قناعة الشركات القطرية بأن العراق اليوم يعتبر بيئة واعدة للاستثمار طويل الأمد. مستشفى بغداد الدولي هو نموذج للمشاريع المتقدمة في القطاع الصحي، ويؤسس لشراكة طويلة الأمد في مجالات التشغيل والإدارة الصحية الحديثة. أما الاتفاقيات الاستثمارية التي تتجاوز قيمتها 7 مليارات دولار فإنها تمثل قطاعات متعددة مثل التطوير العقاري والمجمعات السكنية والمشاريع الصحية والسياحية، قد بدأت فرق العمل المشتركة بتنفيذ مراحل التخطيط الهندسي واللوجستي، نتابع هذه المشاريع بشكل مستمر، ونحرص على إزالة أي عقبات قد تواجه المستثمرين القطريين لضمان تنفيذ المشاريع وفق الجدول الزمني المقرر. 


◄  كيف تنظر بغداد إلى فرص زيادة الاستثمارات القطرية في العراق سواء في القطاعات النفطية أو السياحية أو العقارية؟


 العراق ينظر إلى الاستثمارات القطرية من زاويتين: الأولى أنها إضافة نوعية للاقتصاد العراقي لما تمتلكه الشركات القطرية من خبرة متقدمة وقدرة على تنفيذ مشاريع كبرى وفق أعلى المعايير. والثانية، أنها تعتبر ثقة إقليمية متنامية بالاقتصاد العراقي بعد أن قطع شوطا كبيرا في الاستقرار والانفتاح على المستثمرين الدوليين. نرحب بكل استثمار قطري، ونقدم التسهيلات الكاملة لضمان نجاح المشاريع التي تخدم مصلحة البلدين.


◄ ما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ 


 حجم التبادل التجاري أقل من الطموح، ونسعى لزيادته بتوسيع الملاحة وتسهيل دخول السلع، مع دور أكبر للقطاع الخاص في المنتجات الزراعية والإنشائية والغذائية والتكنولوجيا والخدمات.


◄ ما هي المجالات الواعدة للتعاون بين البلدين والتي يعمل الجانبان على تطويرها؟


 شكَّلَت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى العراق بتاريخ 2023/6/15 منطلقًا لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث شهدت الزيارة توقيع 17 مذكرة تفاهم في مختلف المجالات القطاعية، وبنت أرضية مناسبة للعديد من مذكرات التفاهم التي ما زالت قيد الدراسة وعددها 21 مذكرة تفاهم، ومن بينها مذكرة المشاورات السياسية التي ستكون قاعدة أساسية في تنمية العلاقات السياسية، والتي من المؤمل توقيعها خلال أعمال اللجنة المشتركة الثامنة والتي ستعقد في الدوحة خلال الربع الأول من العام المقبل 2026.


◄ هل هناك زيارات مرتقبة؟


 نعم هناك زيارات رفيعة المستوى قيد الإعداد تشمل مسؤولين حكوميين ووفودًا اقتصادية، إضافة إلى لقاءات مرتقبة بين رجال الأعمال من البلدين، إلى جانب المشاركة في منتدى الدوحة.

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى