أنهى فوضى «مانشيني».. «الداود» ابن الدرعية الذي أعاد روح الأخضر

من الأزقة الهادئة في الدرعية خرج صالح الداود، يحمل في قلبه انضباط الجندي وهدوء القائد. صنع مجده في الملاعب بين النصر والشباب والمنتخب، قبل أن ينتقل من الميدان إلى الإدارة، محتفظًا بنفس الصرامة والاتزان. اليوم، يقف على رأس الجهاز الإداري لمنتخبنا الوطني، لا بصوته العالي، بل بحضوره القوي، يعيد البناء من الداخل ويضبط الإيقاع كما يفعل المايسترو في لحظة الانسجام.
تسلم الداود المنتخب في لحظةٍ كانت الأصعب، بعد قضية شغلت الشارع الرياضي بين المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني وستة من اللاعبين الذين استُبعدوا قبل «كأس آسيا» في قطر، بينهم حارس المنتخب نواف العقيدي الذي أوقف خمسة أشهر. وسط ضجيج الاتهامات والتكهنات، دخل الداود المشهد بعقله الهادئ، أعاد الثقة للنظام والانضباط للمجموعة، وأغلق الملفات بأمان إداري يليق بتاريخ الأخضر.
قاد المجموعة للتأهل إلى كأس العالم 2026 في أمريكا، فأعاد الثقة للجماهير، والهيبة للشعار، والروح لغرفة الملابس. جعل من المنتخب وحدة متماسكة تعرف هدفها، وتقاتل من أجله بهدوء القائد وبصمته التي تتحدث عنها النتائج.
لا يرفع صوته، ولا يتحدث كثيرًا، لكنه حين يتحدث، يصمت الجميع. يرى أن القيادة الحقيقية في الأفعال لا في التصريحات، وأن روح المنتخب تُبنى من تفاصيل صغيرة: انضباط، احترام، وعدالة. في حضرته، عاد المنتخب متماسكًا كما عرفه الجمهور، وعاد الإيمان بأن القائد حين يكون من طينة الملاعب يعرف طريق الانتصار.
صالح الداود ذاكرة وطنية تعرف أن المجد لا يُصنع بالصخب، بل بالعقل الذي يُصلح، والصمت الذي يبني. مبروك للوطن هذا الرجل في مرحلة تحتاج إلى من يلم الشمل ويعيد البوصلة إلى اتجاهها الصحيح.
أخبار ذات صلة