الضفة وغزة يستقبلان العائدين من سجون الاحتلال

عربي ودولي
22
المقاومة تحرر 1968 أسيراً ضمن صفقة طوفان الأقصى..
❖ غزة – رام الله – وكالات
استقبلت حشود فلسطينية كبيرة في الضفة وقطاع غزة الأسرى المفرج عنهم وسط احتفالات عارمة ابتهاجا بخروجهم الى الحرية. ووصلت عدة حافلات تقلّ الاسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، إلى خان يونس جنوب قطاع غزة، كما وصلت، في مشهد مماثل، حافلات تقلّ دفعة أخرى من الأسرى إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، حيث كانت تجمع حشود غفيرة من الفلسطينيين لاستقبال المعتقلين والترحيب بهم، وشرع كثيرون في التكبير بينما هلَّل آخرون وصفَّروا وصفقوا وعلت حناجرهم بالهتاف. وبموجب صفقة تبادل طوفان الأقصى، تحرر 1968 أسيرا فلسطينيا في مقابل إطلاق كتائب القسام سراح 20 أسيرا إسرائيليا على قيد الحياة. ووصلت 38 حافة إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، تقل الاسرى المفرج عنهم. واستقبل آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة الأسرى المحررين بالدموع والزغاريد.
وبدا جميع الأسرى منهكين ومجهدين للغاية وقد نحلت أجسادهم، فيما نقل العشرات منهم إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس.
وأفاد مكتب إعلام الأسرى في بيان، بأن سلطات الاحتلال أطلقت سراح 1716 أسيرا من قطاع غزة، وصلوا عبر معبر كرم أبو سالم جنوبي القطاع، إلى مجمع ناصر الطبي، بالإضافة إلى 250 أسيرا كانوا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد في سجون إسرائيلية إلى الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وإلى الخارج. وبين المكتب أنه تم استلام الأسرى الفلسطينيين المبعدين إلى الخارج، وعددهم 154 أسيرا، حيث جرى نقلهم إلى مصر لإتمام إجراءات الإفراج عنهم ضمن تنفيذ مراحل صفقة التبادل.
واحتشدت مئات العائلات الفلسطينية من ذوي الأسرى والآلاف من الفلسطينيين في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس لاستقبال الأسرى المفرج عنهم، وسط هتافات واحتفالات شعبية بتحررهم من سجون الاحتلال ضمن صفقة تبادل الأسرى. وقال مصدر طبي في المجمع: إن فرقا طبية استقبلت جموع الأسرى المحررين، وحولت من يحتاج منهم للعلاج والفحص الطبي، لا سيما مع تردي الوضع الصحي لهم وظهور أعراض الإنهاك والتعب عليهم وعدم قدرتهم على الحركة.
إلى ذلك، وصل عشرات الأسرى الفلسطينيين المحررين إلى قصر رام الله الثقافي بعد الإفراج عنهم من سجن “عوفر”، حيث كان في استقبالهم حشد شعبي كبير؛ فيما عبرت عشرات الحافلات التي أقلت أسرى من غزة وآخرين مبعدين جرى نقلهم إلى مصر بموجب صفقة التبادل، ووفقا لترتيبات أعلن عنها مؤخرا.
وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، فقد أفرج الاحتلال عن 250 أسيراً، 83 منهم من أصحاب المؤبدات من سجن “عوفر”، و167 أسيرا من سجن النقب (كتسيعوت)، فيما سيتم نقل عدد من المفرج عنهم إلى قطاع غزة ومصر بموجب بنود الاتفاق. وضمت القائمة 24 أسيرا من محافظة القدس يقضون أحكاما متفاوتة بالسجن الفعلي، وأقدم الأسرى المقدسيون الذين جرى تحريرهم هو سمير أبو نعمة المعتقل منذ عام 1986. ومن بين الأسرى الـ24 الذين سيفرج عنهم سيتم إبعاد 15 إلى خارج فلسطين، وستكون وجهتهم الأولى مصر بعد نقلهم إليها من قطاع غزة، كما سيتحرر 9 أسرى إلى منازلهم في محافظة القدس.
وتعتبر عملية تبادل الأسرى بين حركة حماس والكيان الإسرائيلي، أحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي قادت وساطته قطر ومصر وتركيا والولايات المتحدة، وتم التوصل إليه في شرم الشيخ المصرية، ودخل حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، وذلك في إطار المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة.
وقال مكتب إعلام الأسرى: “ما نشهده اليوم من تحرر الأسرى الأبطال وعلى رأسهم أصحاب المؤبدات، يرسخ لحظة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، وهو ثمرة ملحمة بطولية ونضال طويل وعطاء متواصل قدمه أبناء شعبنا على مذبح الحرية والكرامة، وفاء للأسرى والمسرى والقضية المقدسة”. وأضاف في تصريح صحفي عقب تحرر الأسرى: “يتحرر بموجب الصفقة الجارية 250 أسيرًا من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية و1718 أسيرا من قطاع غزة الذين اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، ليروا نور الحرية، ولتعانق أرواحهم وهاماتهم تضحيات أبناء شعبهم الوفي لقضيتهم”. وأكد مكتب إعلام الأسرى، أن هذه الصفقة “تمثل محطة مفصلية في مسار تحرير الأسرى، وتشكل دافعًا للاستمرار في طريق النضال حتى كسر القيد عن آخر أسير فلسطيني”.
مساحة إعلانية