صفقة غزة.. هل تتجرّع حماس مقترح ترامب؟

عربي ودولي
26
غزة
❖ رام الله – محمـد الرنتيسي
الكل ينتظر الحل الضائع، بين الميدان الملتهب في طول قطاع غزة وعرضه، والذي يخشى مراقبون أن يسبق المساعي السياسية نحو حرب أعتى، والمسودات والمقترحات القادمة من واشنطن، في ظل مخاوف فلسطينية وغزية، من أن تكون أسوأ الكوابيس على الأبواب.
ومع روائح الدخان والبارود في غزة، فاحت الآمال بوقف الحرب، وإيجاد حل يوقف الكارثة الإنسانية، التي تفاقمت بوتيرة متسارعة، بحيث لم تعد شاشات الفضائيات تتسع لصور المجازر والأهوال القادمة من هناك، فيما ينتظر أهالي غزة على الجمر، حلاً سياسياً يوقف الحرب الدامية، ويتمسكون بأهداب الأمل، كأنهم يريدون الإمساك ولو بطرف خيط، في مسار إنهاء مأساتهم، الذي لا زال يراوح بين وعد الرئيس الامريكي دونالد ترامب ووعيد رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
فمن قمة الرئيسين، حملت الخطة الترهيب والوعيد لحركة حماس في حال عدم الجنوح للحل، الذي قبل به نتنياهو، معتبراً أنه يحقق أهم أهدافه بتحرير المختطفين الإسرائيليين، وتجريد حركة حماس من سلاحها، ولم يعد ينقصه سوى موافقة الحركة، وإلا فرصاصة الرحمة جاهزة، لنسف الاتفاق، كما يهدد نتنياهو.
وفي مقابل الضخ الأمريكي الهائل لأجواء التفاؤل، يبرز استشعار حركة حماس بإمكانية التراجع في استراتيجية رفض المقترح الأمريكي، لأن الـ»لا» ينتظرها سرب من الصواريخ والمسيرات والمقاتلات ستنهمر على النازحين الجوعى في غزة.
«انتهت الحرب، وحركة حماس ستوافق على الخطة الأمريكية بحسبانها تحقق لها هدفين أساسيين: وقف الحرب، والانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة» هكذا علق المحلل السياسي محمـد دراغمة، موضحاً أن الحركة ستعلن أن صمودها على مدار عامين من الحرب، هو من أفشل من مخططات التهجير، وفي مقابل ذلك، ستكون مستعدة لتجرع الكؤوس المرة، ومنها: الابتعاد عن الحكم في غزة، وقبول الإشراف الدولي، والتخلص من السلاح الهجومي، ولأن ما بقي منه قليل جداً (ستكتفي ببعض الأسلحة الشخصية) باعتبارها مسألة وجودية (حياة أو موت) وإبعاد عدد رمزي من قادتها إلى الخارج.
ويرى دراغمة أن قبول الدول العربية والإسلامية الثماني للخطة الأمريكية يشكل مسوغاً للحركة كي تقول: نقبل ما يقبل به العرب والمسلمون، لا سيما وأن من بينها دول مؤثرة في مواقف الحركة، مشددا: «نتنياهو قبل الخطة ويعتبر أنه حقق هدف الحرب في إبعاد الحركة عن الحكم وتجريدها من السلاح وفرض ترتيبات أمنية دائمة تمنع نشوء قوى مسلحة ومعامل عسكرية وتدريبات وحفر أنفاق».
ويواصل: أمريكا فرضت الخطة على إسرائيل لسببين: الأول أن الحرب لم تعد تحقق لإسرائيل أي هدف، بل تسبب لها المزيد من العزلة، والثاني بعد تعرضها لضغوط من الدول العربية والإسلامية الثمانية المؤثرة التي اجتمع قادتها مع الرئيس ترامب، وقدمت له طلباً واحداً «أوقف الحرب».
بينما عدّ الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، أول خرق للخطة الأمريكية، ما جاء على لسان ترامب حين قال: إن تأخر أو رفض حركة حماس للخطة، سيجعله يمنح نتنياهو الضوء الأخضر لإكمال المهمة، في حين أن نص الخطة يقتصر تطبيقها على المناطق غير الخاضعة لسيطرة حماس.
وتابع: لم تنص الخطة على الانسحاب الفعلي، واكتفت بانسحاب تدريجي بلا سقف زمني، ما يعني بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى أن تضمن إسرائيل انتفاء أي تهديد لها.
واللافت، أن هذه التطورات ترافقت مع اشتعال كبير في الميدان الغزي، إذ لم تحجب أجواء التفاؤل في واشنطن، الغارات التي استمرت بحق النازحين والمدنيين العزل، وهذا ضغط إضافي على حركة حماس، من وجهة نظر مراقبين.
مساحة إعلانية