السفير شياولين: الشراكة الإستراتيجية بين قطر والصين في أوج ازدهارها

عربي ودولي
120
احتفل بالعيد الوطني لبلاده..
❖ عواطف بن علي
– التعاون الاقتصادي بين البلدين يحقق نتائج ملموسة
– الصين أكبر شريك تجاري لقطر منذ عام 2020
– نمو التبادل التجاري بين البلدين بنسبة تجاوزت 128%
– السيارات الصينية أصبحت أكثر قبولا ورواجًا في السوق القطرية
أكد سعادة السيد تساو شياولين، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة أن الشراكة الاستراتيجية بين الصين وقطر قطعت 11 عامًا من فترة التطور الذهبي، وحاليا، العلاقات بين البلدين في أعلى مستوى تاريخي، لتصبح نموذجًا للتعاون الودّي بين الدول.
جاء ذلك خلال كلمة للسفير في الاحتفال الذي نظمته السفارة الصينية بمناسبة الذكرى الـ76 لليوم الوطني، وحضره سعادة الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني، وزير التجارة والصناعة، وسعادة السفير إبراهيم بن يوسف عبدالله فخرو، مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، وعدد من أصحاب السعادة.
وقال السفير تساو شياولين إن الصين وقطر تدعمان بعضهما البعض بثبات في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية منذ فترة طويلة، وتابع في 9 سبتمبر وبعد هجوم إسرائيل على الدوحة، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية علنًا بأن الجانب الصيني يدين بشدّة هذا الهجوم، ويعارض بحزم تصرفات إسرائيل التي تنتهك سيادة الأراضي القطرية وأمنها الوطني، وأعرب عن عدم الرضا إزاء خطوات الجهات المعنية لتقويض مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، ووجّه نداءً قويًا إلى الأطراف المعنية ولا سيما إسرائيل لبذل جهود إيجابية أكثر لتهدئة نيران الحرب واستئناف المفاوضات. وبيّن سعادته أن التعاون بين البلدين أحرز ثمارًا وافرة في مختلف المجالات. فمنذ عام 2020، ظلت الصين أكبر شريك تجاري لدولة قطر، وأكبر وجهة لصادراتها لمدة خمس سنوات متتالية. وأوضح سعادته أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع من 10.6 مليار دولار أمريكي في عام 2014 إلى 24.22 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مسجلًا زيادة تجاوزت 128%. كما أصبحت السيارات الصينية أكثر قبولًا ورواجًا لدى المستهلكين القطريين. وأشار سعادته إلى أن التبادلات الإنسانية بين البلدين تشهد تعزيزًا مستمرًا، حيث يزداد عدد الشباب القطريين الذين يتعلمون اللغة الصينية ويُقبلون على الثقافة الصينية. وفي هذا السياق، أصبحت الدوحة وجهة شهيرة و»محطة مفضلة» للسياح الصينيين، إذ بلغ عددهم في عام 2024 نحو 97 ألف سائح، بزيادة سنوية قدرها 77%.
كما بيّن سعادته أن أول زوج من حيوانات الباندا العملاقة في الشرق الأوسط، «سهيل» (Jingjing) و»ثريا» (Sihai)، سيحتفلان بالذكرى الثالثة لإقامتهما في قطر. وقد جلب هذان الباندا المحبوبان فرحًا كبيرًا للشعب القطري وللسياح القادمين من مختلف الدول، وأصبحا بمثابة مبعوثين يحمِلان رسالة الصداقة الشعبية بين الصين وقطر.
وأكد سعادته أن التاريخ والممارسة أثبتا أن الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين عميقة، وأن لديهما مفاهيم تنموية متقاربة، ومصالح مترابطة بشكل وثيق.
واستشرافًا للمستقبل، بيّن سعادته أهمية مواصلة الصين وقطر تطبيق روح الصداقة الصينية العربية، وتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية، وتعزيز التبادلات والتعاون في جميع المجالات وعلى كافة المستويات، سعيًا لحماية العدالة والإنصاف الدوليين يدًا بيد، والمساهمة في تعزيز السلام والتنمية في المنطقة، وكتابة صفحة جديدة من التعاون والفوز المشترك بين البلدين.
وقال سعادته إن الصين شهدت قفزة تاريخية من النهوض إلى الازدهار ثم إلى القوة، محققة معجزتين نادرتي المثال في العالم: التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل الأمد، من خلال مسار التحديث الصيني النمط، الذي يتوافق مع ظروفها الوطنية ويوفر حلولًا للتحديات العالمية.
كما أشار سعادته إلى أن الشعب الصيني يواصل بثقة بناء دولة قوية وتحقيق نهضة الأمة. وعلى هذا الطريق، شهد الاقتصاد الصيني تطورًا متسارعًا، حيث تجاوز الناتج الاقتصادي عتبة 10 تريليونات يوان كل عام أو عامين منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، ليقفز من أكثر من 50 تريليون يوان إلى أكثر من 130 تريليون يوان خلال عقد واحد.
موضحا سعادته أن الناتج المحلي الإجمالي بلغ في النصف الأول من عام 2025 نحو 66 تريليون يوان بزيادة سنوية قدرها 5.3%، وهو أداء وصفه الخبراء بأنه «فاق التوقعات». كما تساهم الصين بنسبة تقارب 30% في نمو الاقتصاد العالمي سنويًا، ويؤثر كل ارتفاع بنسبة 1% في الاقتصاد الصيني على رفع إنتاجية الاقتصادات الأخرى بمقدار 0.3 نقطة مئوية، ما يجعل الصين أكبر محرك للنمو العالمي.
وأكد سعادته أن قدرة الصين على الابتكار العلمي والتكنولوجي في تطور مستمر، فقد عمّقت البلاد استراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار، وبرزت بقوة في مجالات الفضاء، واستكشاف القمر والمريخ، والقطارات فائقة السرعة، ونظام الملاحة «بايدو». كما تطورت الصناعات الصينية في مجالات الطاقة الجديدة، وبطاريات الليثيوم، والكهروضوئية، مع تسارع ملحوظ في تقنيات مثل الروبوتات البشرية، الميتافيرس، التكنولوجيا الكمية، والجيل السادس 6G.
مساحة إعلانية