الاقتصاد

هل تهدد قيود المعادن النادرة صناعة السيارات عالمياً ؟

أعلنت الصين توسيع قيودها على تصدير بعض المعادن الأرضية النادرة، وهي مواد بالغة الأهمية تُستخدم في صناعة السيارات الكهربائية، وتوربينات الرياح، والطائرات المقاتلة.

وحذر مسؤولون حكوميون وتجار ومسؤولو شركات سيارات من أن المخزونات الحالية قد تكفي ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر، ما يدفع الشركات إلى التسابق لتخزين المزيد من المواد والبحث عن مصادر بديلة لتجنب اضطرابات كبيرة، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز»، واطلعت عليه «العربية Business».

وأشاروا إلى أن القيود التي فرضتها الصين أخيراً، على تصدير المعادن النادرة قد تؤدي إلى توقف الإنتاج، مع توقع نفاد المخزون من المغناطيسات الأساسية خلال بضعة أشهر إذا قررت بكين وقف التصدير بالكامل.

وحذر يان غيزه، تاجر المعادن في شركة «تراديوم» الألمانية، من أن العملاء لم يكونوا مستعدين، حيث تمتلك معظم شركات السيارات ومورديها مخزوناً يكفي لشهرين أو ثلاثة فقط من المغناطيسات. وأضاف: «إذا لم نشهد وصول شحنات مغناطيسات إلى الاتحاد الأوروبي أو اليابان خلال تلك الفترة، فسنواجه مشاكل حقيقية في سلسلة الإمداد الخاصة بقطاع السيارات».

وقال أحد كبار المسؤولين في صناعة السيارات: «إن هذه القيود ستكون ذات تأثير بالغ على الشركات».

واصفاً شدتها بـ 7 أو 8 من 10. وأضاف: «إنها طريقة للردع، حيث يمكن للحكومة الصينية القول: لن نرد بالمثل على الرسوم الجمركية فقط، لكننا سنشجع الشركات للضغط على حكومة الولايات المتحدة لتغيير السياسات الجمركية».

وتأتي هذه القيود الصينية ردًا على الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على المنتجات الصينية، التي بلغت 145%، ما تسبب في توتر غير مسبوق بين أكبر اقتصادين في العالم.

ففي مطلع أبريل، وسّعت بكين قيودها على تصدير سبعة عناصر من المعادن الأرضية النادرة، إضافة إلى مغناطيسات ضرورية للسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والطائرات الحربية، وذلك كردّ على فرض الرئيس ترمب رسوماً جمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية.

وتركزت القيود الصينية الأخيرة على المعادن الأرضية النادرة الثقيلة والمتوسطة التي تُستخدم في صناعة مغناطيسات عالية الأداء تتحمل درجات حرارة مرتفعة، مثل «الدايسبروسيوم»، و«التيربيوم»، و«الساماريوم». وتُعد هذه المعادن ضرورية للتطبيقات العسكرية مثل الطائرات والصواريخ والطائرات المُسيّرة، إضافة إلى المحركات والدوارات وأنظمة النقل المستخدمة في السيارات الكهربائية والهجينة.

أخبار ذات صلة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى