محادثات مكثفة وحضور أمريكي غير مسبوق في بيروت

عربي ودولي
0
دوامة نزع السلاح مستمرة ولا التزامات إسرائيلية بالانسحاب..
❖ بيروت – حسين عبدالكريم
شهد لبنان حضورا أمريكيا غير مسبوق تمثل بانضمام وفد مجلس الشيوخ إلى وفد وزارة الخارجية الذي يضم السفير توم براك ومورغان اورتاغوس وقد أجرى الوفد الأمريكي محادثات مكثفة شملت الرؤساء الثلاثة ونوابا ووزراء وقادة أحزاب.
تتلخص فحوى محادثات الوفد الأمريكي القادم من إسرائيل بأن المطلوب ترجمة قرارات الحكومة بنزع سلاح حزب الله لتقوم إسرائيل بتقليص احتلالها في الجنوب. وبالتالي فإن الوفد لم يحمل ردا إسرائيليا مشجعا بقدر الاستمرار في نفس الدوامة: إسرائيل ترفض الانسحاب قبل نزع السلاح، وحزب الله يرفض تسليم السلاح قبل انسحاب إسرائيل ووقف عدوانها على لبنان.
في هذه المعادلة، يصبح الجيش اللبناني أمام امتحان خطير، ليس في الميدان فقط، بل في صياغة توازن بين السيادة والاستقرار، وبين إملاءات الخارج وحسابات الداخل. فهل تكون خطة الجيش بداية الحل التي ستقدم خلال الأيام المقبلة للحكومة، أم الشرارة التي تشعل الأزمة.
وتؤكد مصادر سياسية مطلعة أن لا مؤشرات للتهدئة في الأفق، ولا ملامح لحلول قريبة. لبنان يقف اليوم عند مفترق حاسم، حيث تتقاطع الضغوط الأمريكية مع تشدد إسرائيلي غير مسبوق، فيما الثنائي الشيعي يصرّ على معادلة «الانسحاب قبل السلاح».
وجدد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في خلال استقباله، الوفد الأمريكي الذي ضم السيناتور جين شاهين والسيناتور ليندسي غراهام والنائب جون ويلسون في حضور الموفد الأمريكي السفير توم براك ومورغان اورتاغوس والسفيرة الأمريكية في لبنان ليزا جونسون والوفد المرافق، الشكر للإدارة الأمريكية والكونغرس على «استمرار اهتمامهم بلبنان والتزامهم بمساعدته في ضوء توجيهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب».
وأكد الرئيس عون مجددا التزام لبنان الكامل بإعلان 27 تشرين الثاني لوقف الأعمال العدائية والذي أقر برعاية أمريكية- فرنسية ووافقت عليه الحكومة السابقة بالإجماع. وجدد التزام لبنان بورقة الإعلان المشتركة الأمريكية-اللبنانية التي أقرها مجلس الوزراء في جلستيه في 5 و7 أغسطس الجاري ببنودها كافة من دون أي اجتزاء.
وغابت التصريحات عن اللقاء الذي جمع الوفد الأمريكي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي شدّد أمام الوفد الأمريكي على ضرورة إلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف عدوانها قبل الحديث في أي أمرٍ آخر، تطبيقًا للاتفاق الذي رعته أمريكا في تشرين الثاني الماضي.
من جهته أشاد الوفد الأمريكي خلال اجتماعه مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام بالقرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة لجهة حصرية السلاح بيد الدولة وقواها الشرعية، فيما شدّد الرئيس سلام على أنّ «مسار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة واحتكارها لقرارَي الحرب والسلم هو مسار انطلق ولا عودة إلى الوراء فيه».
مساحة إعلانية