مدير الصحة الفلسطينية في غزة: 300% نسبة إشغال أسرة المستشفيات.. والاحتلال ينتهج الإبادة الصحية

عربي ودولي
10
الدكتور منير البرش المدير العام في وزارة الصحة الفلسطينية في غزة
غزة – قنا
حذر الدكتور منير البرش المدير العام في وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، من حجم الكارثة الصحية والإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي المتوصل، حيث وصلت نسبة إشغال الأسرة في المستشفيات إلى 300 بالمئة، في رقم غير مسبوق.
وأكد البرش، في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، تكدس مستشفيات القطاع بالجرحى جراء القصف الإسرائيلي المستمر على مدار الساعة، مشيرا إلى أن حياة نحو 200 مريض في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة مهددة بسبب نقص الأدوية وسوء التغذية.
وشدد على أن ما يدخل من مساعدات طبية وغذائية إلى القطاع لا يغطي 5 بالمئة من الاحتياجات الحقيقية، فضلا على أنها ليست من النوع المنقذ للحياة، منوها إلى أن الاحتلال أوجد حالة جديدة في غزة هي الإبادة الصحية.
وقال “إن أكثر من 500 رضيع يتلقون العلاج في المستشفيات نتيجة الجوع وسوء التغذية في ظل تسجيل أكثر من 28 ألف حالة سوء تغذية حادة في القطاع منذ بداية العام مع الحصار المتواصل المفروض على القطاع”، مؤكدا أن سوء التغذية طال أيضا الطواقم الطبية التي تعيش أشد حالات الإرهاق وسوء التغذية أسوة ببقية شرائح المجتمع في غزة.
كما نوه مدير عام وزارة الصحة إلى وفاة الكثيرين من مرضى الأمراض المزمنة، البالغ عددهم نحو 300 الف شخص، بشكل متتابع بسبب سوء التغذية وانتشار المجاعة، لافتا إلى دخول 13 ألف طفل دائرة سوء التغذية الحاد خلال يوليو الماضي، فيما تعاني نحو 40 بالمئة من النساء الحوامل والمرضعات من سوء تغذية حاد.
وأبرز أن الأطفال والنساء هم أكثر الفئات تأثرا بسوء التغذية، حيث يترك سوء التغذية لدى الأطفال آثارا مستقبلية خطيرة، أبرزها التقزم، وضعف النمو البدني والمناعة، وتأخر في النمو العصبي الذي يؤثر على الإدراك والمعرفة، كما يتسبب بتأثير خفي يتمثل في “إعادة برمجة الجينات”، ما قد يؤدي إلى توريث جينات مرضية للأجيال القادمة، فيما يؤدي سوء التغذية لدى كبار السن إلى ضعف العضلات والمناعة، والتأخر في الشفاء إلى جانب ما يعرف بـ”جوع المغذيات الدقيقة” التي تؤثر على هشاشة العظام والخرف، فضلا عما يسببه سوء التغذية لدى النساء من نقص الطاقة والفيتامينات وفقر الدم وتساقط الشعر.
وشدد الدكتور منير البرش المدير العام في وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، لـ/قنا/، على أن الانهيار السريع في الأمن الغذائي في القطاع ينذر بمأساة أكبر ما لم يكسر الحصار فورا وتفتح المعابر لإدخال المساعدات الغذائية والطبية دون قيود، مبينا أن “الجوع لا ينتظر، وسوء التغذية إذا ما ترافق مع المرض، يصنع حلقة قاتلة لا ينجو منها الضعفاء والفقراء، وهم الغالبية اليوم بفعل العدوان والحصار الإسرائيلي”.
وتطرق أيضا إلى واقع المختبرات وبنوك الدم في قطاع غزة، وتراجع عملها وتهديد استمراريتها نتيجة تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية وإغلاق المعابر، حتى أن ما يقارب من 50 بالمئة من مواد الفحص المخبري بلا رصيد، ونحو 60 بالمئة من المواد المخبرية الأساسية المتبقية رصيدها لا يغطي 30 يوما أو أقل، كما أن نحو 51 بالمئة من المستهلكات والمستلزمات المخبرية رصيدها أقل من شهر.
وأعلن عن نفاد العديد من الفحوصات الأساسية في أقسام العمليات والعناية أو شارفت على النفاد، لافتا إلى نفاد معظم المواد اللازمة لفحص مستويات الأدوية بالدم الخاصة للمرضى، الذين أجريت لهم عمليات زراعة الكلى والكبد، في وقت لا يكفي رصيد أكياس الدم وأدوات نقله سوى لأقل من شهر، فيما أن نحو 45 بالمئة من أجهزة المختبرات تعطلت أو دمرت وتحتاج إلى صيانة وقطع غيار، فضلا عن توقف فحوصات الأمراض المناعية والمختبر المركزي (فحص حديثي الولادة، وفحوصات PCR) منذ بداية الحرب.
وطالب مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، بتدخل إنساني فوري وعاجل لإنقاذ أرواح عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمرضى عبر ضمان تدفق الغذاء، ودعم القطاع الصحي، وتمكين المؤسسات الإنسانية من تنفيذ استجابات طارئة وشاملة قبل أن يتحول الجوع إلى مجاعة جماعية مروعة، مشددا على أن في مقدمة هذه الاستجابة ضرورة تولي مؤسسات الأمم المتحدة، وبشكل عاجل وطارئ، مسؤولية إدخال كل المعونات والمستلزمات المطلوبة لتقديم الاستجابة الإنسانية الفورية، ووقف الخطر المحدق بحياة مئات الآلاف من المجوعين والمرضى.
وختم الدكتور منير البرش، حديثه الخاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، بالقول “إن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال فتح غير مشروط للممرات الآمنة، والسماح بوصول الإمدادات الغذائية والدوائية والإنسانية الكافية لوقف حالة الانهيار الإنساني، بما يضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها بكرامة وأمان، بعيدا عن أي تدخل أو عرقلة أو فوضى يؤسس لها الاحتلال”.
مساحة إعلانية