أخبار العرب والعالم

هدنة غزة.. تنأى أم تقترب؟

عربي ودولي

50

20 يوليو 2025 , 07:00ص

alsharq

❖ رام الله – محمـد الرنتيسي

يجد أهل غزة أنفسهم في مهب رياح جبهات ضبابية، ليس أولها استمرار حرب دامية حرقت الأخضر واليابس، ودمرت كل شيء، ولا آخرها ماراثون تفاوضي يتأرجح، وحتى الإدارة الأمريكية، التي أعلنت مراراً أن نهاية الحرب باتت وشيكة، وأنها لن تمنح إسرائيل شيكاً مفتوحاً لمواصلة قتل المدنيين وتجويعهم في قطاع غزة، بدت وكأن مهمتها أن تشتري لإسرائيل الوقت.


وفيما تحصد مقاتلات الاحتلال أرواح النازحين، وتواصل مدافعها الثقيلة دك ما تبقى من مبان ومراكز إيواء في غزة، بات الموت والحياة صنوان لدى الغزيين، ففي حين نهضت آمال كبيرة بوقف الإبادة، ظهر توتر على المسار التفاوضي، لتعود التساؤلات، حول حقيقة «وعد ترامب» بإنهاء الحرب.


ويقول مراقبون إن تعثر المفاوضات لا يعني استحالة التوصل إلى اتفاق، إذ ثمة مؤشرات على تباري الوسطاء في تأويل الحلول الممكنة، وعدم إغلاق الأبواب أمام البحث عن مخارج لوقف حرب الإبادة. ويرى الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري أن الاتفاق على الأرجح سيتم، وإن بصورة مرحلية، إذ تشير معطيات عدة إلى ذلك، لكن ربما يحتاج الأمر إلى أواخر يوليو الجاري، أي مع بدء العطلة الصيفية للبرلمان الإسرائيلي «الكنيست» التي يصعب خلالها إسقاط الحكومة.


ووفق المصري فمؤشرات إتمام الصفقة تتجلى في: إبلاغ نتنياهو الرئيس ترامب بموافقته على الصفقة، مع الحاجة لأواخر الشهر الجاري كي لا تسقط الحكومة، ولأن ترامب يدفع باتجاه الاتفاق كي يتفرغ لأولوياته الإقليمية والدولية، كما أن نتنياهو نفسه بحاجة إلى انجاز سياسي يعزز شعبيته قبيل الانتخابات المتوقعة نهاية العام.


ولفت المصري إلى أن جيش الاحتلال يدفع بقوة نحو إبرام الاتفاق، لشعوره بالإرهاق واعتقاده بأن الحرب وصلت إلى طريق مسدود بعد أن استنفدت غاياتها، بينما أظهرت حركة حماس مرونة ملحوظة مقارنة مع مواقفها السابقة، دون إغفال الحوافز المتوقعة لنتنياهو من وراء الصفقة. بينما يرى الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية سليمان بشارات، أن الضغط المتصاعد في الشارع الإسرائيلي، وتوالي الخسائر البشرية في صفوف جيش الاحتلال في قطاع غزة، شكلت عوامل ضاغطة على إسرائيل للذهاب نحو الاتفاق، لكن ثمة حقيقة مرة تبقى قائمة، ومفادها إزهاق مزيد من الأرواح، وتعاظم الخراب والدمار بقطاع غزة، ما لم تتوقف الحرب.

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى