الصحف الماليزية تبرز حضور سمو الأمير للمشاركة في القمة

عربي ودولي
228
❖ عواطف بن علي
حظيت القمة الثلاثية الافتتاحية بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ومجلس التعاون الخليجي، وجمهورية الصين الشعبية، التي تستضيفها كوالالمبور، باهتمام واسع من وسائل الإعلام الآسيوية، واعتُبرت القمة محطة استراتيجية تعبّر عن التقاء التوجهات التنموية لدول الجنوب العالمي.
وشكل وصول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للمشاركة في القمة، أحد أبرز محاور التغطيات الإعلامية، في دلالة واضحة على الدور المحوري الذي تلعبه الدوحة في تعزيز الشراكات العابرة للأقاليم.
وفي هذا السياق، أبرزت صحيفة ذا صن الماليزية وصول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى كوالالمبور للمشاركة في القمة الثانية بين الآسيان ومجلس التعاون الخليجي، وكذلك في القمة الثلاثية الافتتاحية بين الآسيان ومجلس التعاون الخليجي والصين. كما سلطت الصحيفة الضوء على تنامي العلاقات الخليجية–الآسيوية، مؤكدة أن قطر تُعد من أبرز الدول الخليجية النشطة في مسار الانفتاح والتكامل مع دول آسيا، ضمن إطار أوسع لتعزيز التعاون بين الخليج وجنوب شرق آسيا.
– توافق إستراتيجي
من جهتها، وصفت صحيفة نيو ستريتز تايمز الماليزية القمة بأنها «لقاء عقول»، يجمع بين شركاء يؤمنون بالتعددية، والتنمية، والثقة المتبادلة. وذكرت أن رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، أشاد بالتحول الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرًا أن هذا التعاون المتنامي مع آسيان والصين يمثل منصة فريدة لتعزيز التجارة والاستثمار. وأبرز التقرير أن أنور قال في كلمته: «هذه القمة ليست مجرد اجتماع دول، بل تجسيد لعلاقات قائمة على الدعم والمودة والثقة بين قادة الآسيان وشركائهم من الخليج والصين».
وفي تغطيتها للقمة، أكدت صحيفة بيبول ديلي الصينية على عمق العلاقات التاريخية بين الصين ومجلس التعاون الخليجي، التي بدأت منذ تأسيس المجلس عام 1981، مشيرة إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين تجاوز 288 مليار دولار في عام 2024. وأضافت الصحيفة أن هناك نموًا متزايدًا في التعاون في مجالات الاستثمار والطاقة والتحول الأخضر، بدعم من التكامل الاقتصادي العالي والثقة المتبادلة. مشددة ان القمة منصة لتقاطع المصالح بين آسيان والخليج والصين.
أما موقع غلوبال تايمز الصيني، فنقلت تحليلاً للدكتور غي هونغ ليانغ، نائب عميد كلية الآسيان بجامعة قوانغشي مينزو، أكد فيه أن هذه القمة هي نتيجة منطقية لتطور العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف بين الصين والآسيان، والآسيان ومجلس التعاون، والصين ومجلس التعاون. وأضاف أن هذا الإطار الثلاثي يأتي في سياق سعي دول الجنوب العالمي إلى تعزيز صمودها وتنمية أقطاب نمو جديدة في ظل اضطراب النظام الاقتصادي العالمي.
وبين التقرير أنه في ظل صعود بلدان الجنوب العالمي بشكل واضح، تعكس هذه القمة نتيجة عمل شبكة شراكات متقاطعة ومتكاملة بشكل متزايد بين الأطراف الثلاثة. فالحوار والتعاون بين دول الجنوب العالمي يتعمقان اليوم من خلال شبكة متداخلة من الشراكات المتقاربة. موضحًا أن الأهداف المرجوة من هذا التعاون الثلاثي بين الصين والآسيان ومجلس التعاون هي تأمين سلاسل التوريد وتعزيز القدرة على الصمود والاندماج الاقتصادي الإقليمي حيث تمتلك الأطراف الثلاثة ليس فقط توافقًا واسعًا، بل أيضًا إمكانيات هائلة للتعاون العابر للأقاليم، بما يسمح بتشكيل كتلة اقتصادية جديدة ذات تأثير قوي على الاقتصاد العالمي.
– توسيع التعاون الاقتصادي
وفي سياق متصل، سلطت وسائل الإعلام الماليزية الضوء على التصريحات الإيجابية لوزير الاستثمار والتجارة والصناعة الماليزي، تنكو زفرول عزيز، الذي أعرب عن تفاؤله بتوسيع التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة في القطاعات التقنية والحلال والنقل والطاقة الخضراء، مؤكدًا أن اتفاقية التجارة الحرة (MGFTA) ستُسهم في خفض الحواجز وتعزيز الحركة الاقتصادية بين الطرفين.
وعكست التغطيات الإعلامية الآسيوية اهتمامًا استثنائيًا بالقمة الثلاثية بين الآسيان ومجلس التعاون الخليجي والصين، بوصفها تحولًا نوعيًا في العمل المشترك بين أقاليم الجنوب العالمي. وتصدرت قطر مشهد القمة بدبلوماسية فاعلة تعزز دورها كشريك موثوق ومحوري في بناء منظومة اقتصادية وسياسية جديدة أكثر توازنًا وتعاونًا.
مساحة إعلانية