مدير مستشفيات غزة: نعيش كارثة صحية وإنسانية مع ارتفاع أعداد الجرحى وانعدام الخدمة

عربي ودولي
40
الدكتور محمد زقوت مدير المستشفيات في وزارة الصحة بقطاع غزة
غزة – قنا
قال الدكتور محمد زقوت، مدير المستشفيات في وزارة الصحة بقطاع غزة، إن الأوضاع الطبية في المستشفيات وصلت إلى حد كارثي، مع استمرار العدوان الإسرائيلي واشتداد القصف وخروج مستشفيات عن الخدمة جنوبي القطاع، بعد استهدافها من قبل الاحتلال، ووقوع أخرى في نطاق عمليات عسكرية برية لجيش الاحتلال شماله وتضررها من القصف، ما يهدد توقفها التام عن تقديم الخدمات الصحية للجرحى والمرضى.
وأكد مدير المستشفيات في وزارة الصحة بقطاع غزة، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، اليوم، أن تصاعد القصف الإسرائيلي والمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين في أنحاء القطاع، ووصول أعداد كبيرة من المصابين ومعظمهم حالاتهم صعبة وخطيرة، يفوق قدرة وإمكانات الطواقم والفرق والكوادر الطبية في المستشفيات على التعامل معها، في ظل شح شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة منع دخولها من الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن الوضع الصحي كارثي، ومعظم المستشفيات التي ما زالت تعمل تقدم الخدمة بالحد الأدنى، مؤكدا أن خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة عقب استهدافه بالقصف الإسرائيلي فاقم الوضع في قطاع غزة.
وأفاد بأن مستشفى غزة الأوروبي شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، خرج عن الخدمة نهائيا نتيجة استهدافات الاحتلال لمرافقه الداخلية ومحيطه وتدميرها، وعدم قدرة أحد على التحرك في المنطقة أو الوصول إليه، موضحا أن المستشفى كان يضم 28 سرير عناية مركزة، و12 حضانة أطفال، و260 سرير مبيت، و25 سرير طوارئ، و60 سرير مرضى أورام، وجميعها متوقفة عن الخدمة والعمل الآن بسبب الاستهداف الإسرائيلي.
وأشار زقوت إلى حالة الخطورة والصعوبة التي تعيشها مستشفيات شمالي قطاع غزة، في ظل تصاعد القصف الإسرائيلي وتهديدات الاحتلال بعملية عسكرية برية في المنطقة، والخطورة العالية التي تتهدد المستشفيات وعملها وطواقمها.
وأوضح أن محيط المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، تعرض على مدار الأيام الماضية للقصف والغارات المكثفة، ما أدى لانهيار بعض الأسقف وحدوث تشققات في جدرانه، وتحطم الأبواب والشبابيك وتعرض المرضى والطواقم للخطر.
وأفاد بارتفاع كبير جدا في عدد المصابين الذين يصلون للمستشفى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على شمالي القطاع، موضحا أن نسبة الإصابات الخطيرة بين مجموع الإصابات التي تصل للمستشفى، تجاوزت الـ70 بالمئة، ولا تستطيع الأطقم الطبية التعامل معها، في ظل الأوضاع الحالية ونقص الإمكانات.
وحذر زقوت من أن نحو 170 جريحا، يتلقون العلاج داخل المستشفى الإندونيسي، يتهددهم الخطر في حال توسع العدوان البري الإسرائيلي في منطقة المستشفى، أو طال القصف مبانيه بشكل مباشر.
وحول عمل المستشفيات، في ظل المنع الإسرائيلي لوصول أي من المساعدات الطبية، قال زقوت، إن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ في المستشفيات، تعمل بمعدات وأدوات طبية مستهلكة، وأصناف مهمة منها غير متوفرة.
وأوضح أن الأقسام بحاجة عاجلة إلى أجهزة الأشعة المتنقلة وأجهزة التخدير وأجهزة طبية تساعد الطواقم الطبية في التدخلات الطارئة للجرحى، مشيرا إلى أن جراحات تخصصية كالعظام والأوعية الدموية والعيون والجراحة العامة، لا يتوفر لها أرصدة من الآلات الجراحية وأدوات العمليات.
وأضاف أن أقسام المبيت تعاني من عجز كبير في الأسرة الطبية، والأدوات المساعدة وعدم توفر أماكن مبيت للجرحى والمرضى، كما أن الغازات الطبية مثل ثاني أكسيد الكربون والأثلين والأوكاسيد، والأقمشة الخاصة للعمليات وشراشف الأسرة والأكفان رصيدها صفر.
وشدد مدير المستشفيات في وزارة الصحة بغزة خلال حديثه لـ/قنا/، على أن الطواقم الطبية العاملة على مدار الساعة لا يتوفر لها إمدادات وقوائم غذائية، وأن النقص الحاد في الأجهزة الطبية واللوازم العامة يزيد من مضاعفة الأزمة المركبة التي تعاني منها المستشفيات وتعيق عمل الفرق الطبية.
ونوه زقوت، إلى أن أوضاعا كارثية يواجهها الأطفال الخدج في أقسام حضانات الأطفال بمستشفيات القطاع، موضحا أن قسم العناية المركزة للخدج يفتقد لأجهزة الحضانات وأجهزة التنفس وموصلات الأكسجين، وسط الضغط الهائل عليها، كما أن أقسام الحضانة تعمل على المولدات الكهربائية المهددة بالتوقف بسبب النقص الحاد في السولار.
وحذر من أن الأطفال في أقسام الحضانة تحت الخطر الشديد في ظل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على حياة الأطفال الخدج أو فقدانهم، مشيرا إلى أن سوء التغذية وظروف الحصار زادت من نسبة الولادات المبكرة بشكل كبير، ومعظم المواليد يعانون من مضاعفات صحية.
وأشار إلى أن حالات الإصابة والوفاة في قطاع غزة، بسبب سوء التغذية وصلت إلى نحو 60 حالة خاصة بين الأطفال، وهي في ازدياد بسبب منع دخول الطعام والمواد الأساسية، مشيرا إلى ولادة طفلة في أحد مستشفيات شمالي القطاع دون دماغ بسبب سوء التغذية، موضحا أن عدد الوفيات دون الـ5 سنوات ارتفع إلى 32 بين كل ألف طفل في قطاع غزة.
وفي ذات السياق، قال مدير المستشفيات في القطاع، إن إجراءات مكافحة العدوى في مستشفيات القطاع، مهددة جراء نقص أدوات النظافة كالكلور المركز وأنزيمات الغسيل والملح الخشن البلوري.
وأشار إلى أن الأمراض الجلدية والمعدية تنتشر في القطاع، حيث لا يوجد مياه نظيفة، منوها إلى تقارير رسمية مختصة تشير إلى أن تلوث المياه أدى إلى انتشار العديد من الأمراض بين المواطنين، حيث ارتفعت نسبة عينات المياه الملوثة عن 25 بالمئة في قطاع غزة، في ظل أن 90 بالمئة، من الأسر تواجه انعدام الأمن المائي، وتفاقم الأزمة مع دخول فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة الذي يزيد من الاحتياج للمياه خاصة مياه الشرب.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أعلن في بيان صحفي سابق، ارتفاع حصيلة المستشفيات التي تم استهدافها بالقصف المباشر أو التدمير أو الحرق أو الإخراج القسري من الخدمة، إلى 38 مستشفى، إضافة إلى عشرات المراكز الصحية التي لم تسلم من العدوان المتواصل على قطاع غزة.
وتزداد الأزمة الإنسانية والصحية في قطاع غزة سوءا، مع استمرار استهداف الاحتلال للمؤسسات الطبية والإنسانية والخيرية، سواء الدولية أو المحلية، التي تسعى لتقديم خدمات حيوية في ظل توقف الكثير منها بسبب العدوان وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية.
ويعاني القطاع الصحي في غزة من أزمة خانقة، مع استمرار منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، وتواصل الاستهداف الإسرائيلي للأطقم الطبية من خلال القتل أو الاعتقال، إلى جانب التدمير المنهجي للمستشفيات الرئيسية، في ظل تصعيد العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع المحاصر.
مساحة إعلانية