لتفادي هدرها.. مختص نفسي لـ«عكاظ»: اللاعب المتوتر عليه تجنب «ضربة الجزاء»

أكد استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا لـ«عكاظ» أنه مع اشتداد المنافسة في دور الـ16 من تصفيات كأس الملك تتصاعد حدة التوتر والضغوط النفسية على اللاعبين والمدربين والجماهير على حد سواء، خصوصًا عندما تنتهي المباراة بنتيجة التعادل ويحسم مصير الفريق عبر ضربات الجزاء الترجيحية، فتلك اللحظات تختصر مجهود تسعين دقيقة في دقائق حاسمة، يكون فيها الثبات النفسي والذهني أهم من المهارة نفسها.
وتابع: «عند ضربات الجزاء يتضاعف توتر اللاعبين الذين يتهيأون لتنفيذ تلك الركلات، إذ يدرك كل واحد منهم أن تسديدته قد تفتح طريق الانتصار أو تعجل بالخروج من البطولة، وهذا الشعور يولّد ضغطا نفسيا كبيرا يتطلب استعدادا ذهنيا خاصا، فالتسرع أو التردد قد يفقد اللاعب دقته وثقته بنفسه، بينما الهدوء والتركيز يمنحانه القدرة على التعامل بصلابة مع الموقف، ومن هنا تبرز مسؤولية المدربين في اختيار اللاعبين الأكثر جاهزية من الناحية النفسية والعقلية، وليس فقط من حيث المهارة الفنية، فبعض اللاعبين يملكون موهبة عالية، لكنهم يفتقرون للهدوء تحت الضغط، مما يجعل إدخالهم في هذه اللحظات الحساسة مغامرة قد تكلف الفريق الكثير، كما أن المدرب الواعي هو من يقرأ الحالة الذهنية لكل لاعب ويحدد بدقة من يمتلك الثبات والجرأة لتنفيذ الركلة».
وأضاف: «أما اللاعب غير المؤهل نفسيًا، فعليه أن يكون صريحًا مع مدربه ومع نفسه، وألا يخجل من الاعتذار عن تنفيذ الركلة، فذلك لا يعد ضعفا، بل وعيا ومسؤولية تجاه الفريق، لأن اللاعب المرهق نفسيا أو المتوتر بشدة قد يفقد التركيز ويسدد بطريقة عشوائية، في حين أن الاعتذار يمنح فرصة لزميل أكثر استعدادًا».
ولفت إلى أنه في الجانب الآخر نجد أن حراس المرمى يعيشون لحظات لا تقل توترا عن المنفذين، إذ تتجه إليهم كل الأنظار في انتظار «الإنقاذ المعجزة»، وهنا يحتاج الحارس في هذه اللحظة إلى مزيج من التركيز، والثقة بالنفس، وقراءة لغة جسد اللاعب، إضافة إلى الثبات الانفعالي أمام ضغط الجماهير والتوقعات، فنجاحه في التصدي لركلة واحدة قد يحوله إلى بطل في نظر الجماهير، بينما إخفاقه يعرضه للنقد واللوم.
ويوصي د. براشا اللاعبين بعدة نصائح مهمة قبل تنفيذ ضربات الجزاء، وهي: الحفاظ على تنفس هادئ ومنتظم لتقليل التوتر وتحسين التركيز، تجنب النظر للجماهير أو لوحة النتيجة قبل التسديد، لأن ذلك يشتت الذهن، تحديد الزاوية مسبقًا قبل التقدم للكرة، مما يمنح ثقة أكبر أثناء التنفيذ، والتحكم في الإيقاع الذهني من خلال التكرار البصري في التدريبات، وهو أسلوب نفسي يساعد على تنفيذ الركلة بتركيز أكبر، فالخلاصة أن ركلات الجزاء تبقى لحظات فارقة تكشف شخصية اللاعب وصلابة الفريق، ولا يمكن حسمها بالموهبة وحدها، بل تحتاج إلى إعداد نفسي متكامل، وتدريب ذهني يوازي أهمية التدريب البدني، لأن البطولات تكسب في لحظة هدوء تحت أقصى درجات الضغط.
أخبار ذات صلة




