%90 من المعلمين راضون عن وظائفهم

تحول نوعي
بين التقرير أن التعليم السعودي شهد تحولاً نوعياً في نظرة المعلمين لمهنتهم، إذ ارتفعت نسبة من يرون أن مزايا التدريس تفوق عيوبه بزيادة تتجاوز 19 نقطة مئوية منذ عام 2018، وهو من أعلى معدلات التحسن عالمياً. كما أكد التقرير أن 90% من المعلمين السعوديين راضون عن وظائفهم، مما يعكس نجاح البرامج الوطنية لتطوير بيئة العمل التعليمية وتعزيز مكانة المعلم الاجتماعية والمهنية. هذه النتائج جاءت نتيجة استثمارات حكومية واسعة في تدريب الكوادر، وتحسين ظروف العمل، ورفع كفاءة المدارس والمنشآت التعليمية في مختلف المناطق.
استقطاب الكفاءات
رغم التقدم الملحوظ، أشار التقرير إلى أن نسبة المعلمين السعوديين الذين انتقلوا إلى التدريس بعد خبرات مهنية سابقة لا تتجاوز 1% فقط، مقارنة بـ21% في آيسلندا و17% في أستراليا. هذه النسبة المنخفضة تفتح الباب أمام فرص تنويع الكوادر التعليمية عبر استقطاب مهنيين من قطاعات أخرى، بخاصة في التخصصات العلمية والتقنية التي تواجه نقصاً على مستوى العالم. فالمعلم القادم من بيئة مهنية مختلفة قد يضيف للطلاب خبرات عملية ومهارات حياتية تسهم في تعزيز جودة التعليم وتنوع أساليبه.
التعليم الهجين
أظهر التقرير أن 47% من المعلمين السعوديين يعملون في مدارس تقدم تعليماً عن بُعد أو هجيناً، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي محققاً 16%. هذا الإنجاز يضع المملكة في مصاف دول مثل الإمارات وإسرائيل، ويؤكد نجاحها في توظيف البنية الرقمية والتعليم الإلكتروني التي بُنيت خلال جائحة كورونا. ويشير التقرير إلى أن البنية التحتية التقنية المتقدمة أسهمت في تسهيل التحول نحو أنماط تعليم مرنة تجمع بين الحضور الميداني والتعليم عن بُعد، بما يتوافق مع التحول الرقمي الشامل في المملكة.
الذكاء الاصطناعي
رغم الريادة التقنية للمملكة، فلا يزال استخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية محدوداً، إذ لم تتجاوز نسبته 20% بين المعلمين، مقارنة بـ75% في الإمارات وسنغافورة. ويرى التقرير أن التحدي لا يكمن في توفر التقنية، بل في تأهيل المعلمين على توظيفها بفعالية. ويؤكد أن 75% من المعلمين عالمياً يقرّون بعدم امتلاك المهارات الكافية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، مما يجعل الاستثمار في التدريب الرقمي خطوة ضرورية لتعزيز التنافسية التعليمية.
تنوع الفصول
أحرزت المملكة تقدماً في إدارة تنوع الفصول الدراسية، وأشار تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى انخفاض نسبة المدارس التي تضم طلاباً لاجئين من 30% في عام 2018 إلى 11% في عام 2024، في وقت ارتفعت فيه النسب عالمياً. كما أظهر التقرير أن الضغط الوظيفي للمعلمين السعوديين لا يتأثر بتنوع الطلاب اجتماعياً أو اقتصادياً، مما يعكس فعالية السياسات التعليمية في دعم الاستقرار النفسي للمعلمين وإدارة التنوع داخل الصفوف الدراسية.
توازن صحي
تُظهر البيانات أن التعليم السعودي يتميز بتوازن صحي في مستويات الضغط الوظيفي، إذ لا توجد فوارق تُذكر بين الجنسين أو الفئات العمرية، في حين تُظهر المؤشرات العالمية أن المعلمات والمعلمين الأصغر سناً يعانون عادة من ضغوط أعلى. هذا التوازن يُعزى إلى برامج الدعم النفسي والاجتماعي، وتوزيع المهام بعدالة، وتطبيق أنظمة مرنة تساعد على الحفاظ على بيئة عمل مستقرة ومحفزة.
تنمية المهارات
يركز أكثر من 80% من المعلمين السعوديين على تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية للطلاب في حصصهم اليومية، وهي نسبة تفوق المتوسط العالمي وتضع المملكة في موقع متقدم أمام دول أوروبية مثل فرنسا وفنلندا. هذا التوجه يعكس رؤية تعليمية جديدة تسعى إلى بناء جيل متوازن يمتلك مهارات التواصل والتعاطف والعمل الجماعي، بما يتناغم مع أهداف رؤية 2030 في إعداد المواطن الفاعل والمنتج معرفياً ومجتمعياً.
التعليم السعودي في أرقام
19 % زيادة بنسبة التحسن في نظرة المجتمع لمهنة التعليم منذ 2018
90 % من المعلمين السعوديين راضون عن وظائفهم
47 % يعملون في مدارس تعتمد التعليم الهجين
20 % يستخدمون الذكاء الاصطناعي في التعليم
1 % فقط من المعلمين من خلفيات مهنية سابقة
80 % يركزون على تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية
توازن في الضغوط الوظيفية بين الجنسين والفئات العمرية