أخبار العرب والعالم

أهالي غزة.. رحلة البحث عن الشهداء تحت الركام

مشاعر مختلطة بين فرح توقف طبول الصواريخ، ودموع نيران القلوب التي ما زالت مشتعلة لأهالي غزة. عامان من العدوان على غزة أنهكت البشر والشجر والحجر وسط نزوح ومجاعة لم يسبق لها مثيل، وبمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة، حتى هب من تبقى على قيد الحياة من أهالي غزة يتفقدون جثامين شهدائهم التي ما زالت على شوارع غزة وتحت الركام، حيث قالت حنان صادق التي أنهكتها ويلات الحرب لـ»الشرق»:» استشهد أبنائي الثلاثة، وحفيدي وزوج حفيدتي واليوم جئت أتفقد المنطقة التي استشهدوا فيها فلم أجد شيئا فالمنطقة أشبه بمدينة أشباح.. الركام في كل مكان». وتابعت:» في هذه المنطقة قريب من البيت استشهد أبنائي وحفيدي ما زالت الدماء على الركام». وأوضحت، أنها لم تجد أثر لمنزلها فقد دمره الاحتلال تدميرا كاملا، الحيرة كبيرة فلديها أحفادها الأيتام ولا تعلم أين تسكنهم».

وفي المنطقة ذاتها كانت مها أشرف تبحث بين الركام عن جثمان نجلها مصطفى. وقالت لـ»ء»: «اختفى ابني ولم أعلم عنه شيئا وبعد عشرة أيام تم إخباري بأنه استشهد ومن الصعب انتشال جثمانه فالقصف بالمنطقة التي كان يتواجد فيها عنيف جدا». وتابعت بقلب الأم المفجوع: «أول ما سمعت دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ حتى ركضت بالشارع في اتجاه المنطقة التي استشهد فيها ابني.. ورغم البحث ساعات طويلة لكن لم أجد أثرا لجثمانه فالدمار كبير ومن الصعب انتشال الشهداء». واكدت، أنها ستبقى فوق الركام تنتظر إخراج جثمان ابنها حتى تودعه وتدفنه. ولفتت، إلى أنه نجلها الثاني في الشهادة فقد سبقه شقيقه الأكبر محمود. وذكرت، أن منزلها ومنازل أبنائها وأهلها جميعا تعرضوا للتدمير، ورغم ذلك إلا أنها صابرة محتسبة.

وبدوره، قال معين أحمد إنه بحث كثيرا على جثمان شقيقه لكنه لم يجده، ولم يجد أثرا لمنزله. وأضاف لـ»الشرق»: «لا أدري ماذا أفعل، فقد وعدت أمي أن أعود بجثمان شقيقي الشهيد، لكني لا أعلم كيف أعود لأمي بدون جثمانه.. كل المنطقة مدمرة ولا أعرف أين أبحث؟»
 أما السيدة ابتسام إبراهيم التي كانت تقف حائرة ومذهولة، فقد قالت لـ»الشرق»: «هنا كان بيتي لكني لم اجده».. وأضافت «فقدنا ما هو أغلى من البيت.. عدد كبير من عائلتنا استشهدوا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى