قمة الدوحة تتصدى للحرب الإسرائيلية العابرة للحدود

عربي ودولي
174
الكيان بدأ ترسيم خريطة «إسرائيل الكبرى» بمداد من نار..
❖ رام الله – محمـد الرنتيسي
بغض النظر إن نجحت محاولة الاغتيال الإسرائيلية لقادة حركة حماس ووفدها المفاوض في الدوحة، أم فشلت، إلا أنها شكّلت نقطة تحول فارقة على المستويين الإقليمي والدولي، لا سيما ما يتعلق بأوهام رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ»إسرائيل الكبرى» فيما بدا وكأنه حرب عابرة للحدود العربية.
رؤية «إسرائيل الكبرى» لا تتوقف بالنسبة لنتنياهو، عند حدود قطاع غزة والضفة الغربية، بل امتدت أحلامه لتطول أراضي عربية، فراح يشرعن الهجمات التي توالت على عواصم عربية وإقليمية عدة، بدءاً من بيروت، مروراً بطهران، ومن ثم دمشق، وتالياً صنعاء، واليوم الدوحة، في عدوان يفسره مراقبون، بأنه توسّع بلا حدود، وبلطجة بلا عواقب.
اهتزت الدوحة بفعل الغارات الإسرائيلية، فاهتزت معها كل قلوب العرب غضباً، إذ بالنسبة لنتنياهو، لا قانون دولي، ولا احترام لوسطاء، ولا قدسية لمفاوضات، يمكن أن تقف أمام انفلاته، الذي أخذ يعيد ترسيم الحدود، ويضرب أين وكيفما يشاء.
وتقول الباحثة السياسية المختصة في الشؤون الدبلوماسية والعلاقات الدولية نور عودة، إن العدوان على قطر، كان بمثابة اختبار للأمتين العربية والإسلامية في مواجهة التوسع الإسرائيلي ونوازع الهيمنة والسيطرة، مضيفة: «اليوم سوف تتطاير رسائل عدة من الدوحة، لتصل إلى الكيان الإسرائيلي بكل قوة ووضوح، مع تحديد طبيعة الخطوات العملية، بما يعكس الرفض والغضب لهذا السلوك العدواني الهمجي الذي أقدم عليه كيان الاحتلال، والدعم السياسي والأمني لدولة قطر وتعزيز دورها».
وتوالي: «القمة فرصة لإظهار التضامن العربي والإسلامي من خلال خطوات عملية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وتعزيز دور قطر الدبلوماسي، كمركز للمبادرات الدبلوماسية وفض النزاعات الإقليمية، مرجحة أن يكون موقف قطر محورياً في صياغة مخرجات القمة، والخطوات الممكن اتخاذها».
واستناداً إلى أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الخليل سعيد شاهين، فإن قمة الدوحة تمثل ضرورة قصوى في ظل تعاظم التهديد الإسرائيلي لأمن المنطقة، لافتاً إلى أن الكيان الإسرائيلي لم يكتف بعدوانه الاقتلاعي على قطاع غزة، وإنما واصل ممارساته العدوانية التي من شأنها زعزعة الاستقرار في الإقليم، وتقويض السلم الدولي.
ويضيف: «تأتي قمة الدوحة، لتأكيد وقوف الدول العربية والإسلامية إلى جانب قطر في مواجهة العدوان السافر، الذي لا يستهدف الدوحة فحسب، بل ويهدد دول الخليج العربي، والمنطقة العربية والإسلامية برمتها» مشدداً «لن تكون القمة شكلية، بل ستتجاوز بيانات الشجب والاستنكار، وقد تشهد خطوات عملية رادعة لكبح جماح الكيان الإسرائيلي وتماديه.
اليوم، تفرد الدوحة ذراعيها لاستقبال الوفود العربية والإسلامية، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً متنامياً إثر العدوان الإسرائيلي الغادر على قطر، ما جعل القمة تكتسي أهمية استثنائية، بحيث تتجاوز سياق العدوان وغزة، لتتحول إلى قضية أمن إقليمي تتعلق بالكرامة والسيادة العربية.
مساحة إعلانية