حرب الأبراج.. مئات العائلات في شوارع غزة بلا مأوى

عربي ودولي
32
❖ غزة- ريما محمد زنادة
حالة من الهلع من الصعب وصفها واجهها مئات العائلات من ساكني ونازحي الأبراج المتبقية بمدينة غزة.
الكثير منهم كان في حيرة من أمره كيف له أن ينزل عائلته من برج يتكون من (١٦) طابقا وكل طابق يتراوح ما بين أربع إلى ثماني شقق وكل شقة لا تكتفي بأصحابها فحسب، بل العديد من النازحين الأمر الذي يجعل كل برج يقارب ساكنيها ألف فرد وبالتالي قد باتت مئات العائلات في الشوارع المحطمة بلا مأوى.
القهر والحيرة كان واضحا على المواطن أحمد إسماعيل الذي بات ليلته في الشارع بعد قصف البرج الذي يسكنه حيث قال لـ «الشرق»: «وين بدي أروح كل بيوتي انقصفت كان آخرها الشقة الي انقصف فيها البرج ما ظل عندي شيء كل مالي وتحويشتي في البيت كل شيء راح أنا صرت بالشارع حتى الخيمة ما معي أشتريها». وأضاف: «ما كان أمامي إلا دقائق معدودة لإخلاء البرج مع عائلتي ما قدرت أخذ شيء كنت ساكن بالطابق الثامن فكانت الدقائق محسوبة خاصة أنه عشرات العائلات بتنزل كلها مع بعض بنفس الوقت والدرج عتمة والأطفال بتبكي والنساء بتصرخ وضع صعب جدا».
أما المواطنة سلمى محسن فكانت في حالة من الصدمة بعد أن قصف البرج التي تسكنه مع والدتها المقعدة حيث قالت لـ»الشرق»: «أمي امرأة كبيرة بالعمر ومقعدة على كرسي متحرك لما طلبوا إخلاء البرج صرت أبكي وأقول كيف بدي أنزل أمي ونحن بالطابق الخامس، وقتها قالت لي أمي، روحي واتركيني لكني كنت أقول لها إما نطلع مع بعض أو نموت مع بعض».
وأوضحت أن الجيران ساعدوها بحمل والدتها دون إحضار الكرسي المتحرك أو حتى الأدوية التي تتناولها للسكري والضغط، فقد كان كل ما نفكر فيه هو نجاتها فقط.
والأبراج التي قصفها الاحتلال كانت قد تعرضت للقصف من قبل ودمرت بعض طوابقها، ومع ذلك رجع ساكنوها إلى ما تبقى من شققها المتبقية جدرانها، إلا أن الاحتلال عاود استهدافها بشكل كلي فأصبحت العديد من الأبراج عبارة عن ركام.
وبعض العائلات عملت على رمي بعض أغراضها مثل الفرشات والأغطية من النوافذ نظرا لأنه لا وقت لحمل شيء وإنزاله من خلال الدرج المزدحم جدا.
مساحة إعلانية