الطالب والمدرس شهداء.. والمدرسة مدمرة في غزة

عربي ودولي
66
للعام الثالث على التوالي لم تقرع أجراس المدارس..
❖ غزة- ريما محمد زنادة
للعام الثالث على التوالي لم تقرع الأجراس في كافة مدارس قطاع غزة، إذ لم يعد هنالك أساسا مدارس بل ركام وأنقاض بعد أن قصفت مرارا على رؤوس نازحين اتخذوها مراكز للإيواء.
العام الدراسي في غزة مختلف فقد غابت كل ملامحه، فالمدرس والطالب شهداء، والمدرسة مدمرة. لم يعد الطالب يقف في طابور الصباح للحصول على الماء، وإنما في طابور أطول بكثير للحصول على الماء أو الطعام.
وقال الطالب محمد سامي لـ»الشرق»:» نفسي أرجع للمدرسة اشتقت لأصحابي ومدرستي». وأضاف بملامح الحزن التي ارتسمت عليه:» قبل الحرب كنت في الصف الثالث، وكان المفترض أكون اليوم بالصف السادس، بحب المدرسة كثيرا». وأوضح، أن والده كان يشجعه على الدراسة والاجتهاد، إلا أن والده استشهد، وهو اليوم لا عمل له سوى الاهتمام بوالدته وشقيقته، وهو أمر يتطلب منه إحضار الماء كل يوم، وجمع الحطب، والبحث عن تكية يحصل من خلالها على بعض العدس أو الأرز.
أما الطالب سعيد شهير فهو ما زال للسنة الثالثة على التوالي ينتظر العودة للمدرسة والتقدم لامتحانات الثانوية العامة، حيث قال لـ»الشرق»:» رغم الحرب إلا أنني ما زلت أدرس حينما يكون لدي متسع من الوقت». وبين، أنه فقد بيته ووالدته التي كانت تعمل مدرسة بالقرب من مدرسته. وتابع:» استشهدت والدتي، ولم يعد لدي بيت وأصيب والدي وأصبح مقعدا.. هذا يتطلب مني العناية به والاهتمام بإخوتي الأصغر».
أما الطالب محسن عبدالله فقد قال لـ»الشرق»:» كنت في بداية كل عام دراسي يصطحبني والدي لشراء الزي المدرسي، والقرطاسية والحقيبة كان ذلك بالنسبة لي قمة بالفرح خاصة أنني أحب المدرسة كثيرا». ولفت، إلى أن الحرب دمرت كل شيء حيث قصف منزله، الأمر الذي جعله ينزح مع عائلته بذات المدرسة التي كان يتعلم بها، وتم قصفها واستشهد بداخلها والداه وإخوته وما زالوا تحت ركام المدرسة. وأضاف بملامحه المفجوعة:» كيف لي العودة للمدرسة وكل ما فيها شهيد؟!».
مساحة إعلانية