أخبار العرب والعالم

هل تخرج مفاوضات الهدنة من المنعطف الأخير؟

عربي ودولي

128

10 يوليو 2025 , 07:00ص

alsharq

أسرى فلسطينيون أفرج عنهم خلال الهدنة الماضية

❖ رام الله – محمـد الرنتيسي

إذا قُدّر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاتفاق مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهو أمر يرجحه مراقبون، فإن الحرب على غزة ستنتهي، ليتم بعدها ترتيب أوضاع المنطقة، من غزة إلى إيران، مروراً باليمن ولبنان.


ربما هي ساعات، حتى يتقرر في الدوحة مصير الحرب التي دخلت شهرها الـ22، فهل يعلن ترامب بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة من واشنطن؟ أم يترك الأمر للمتفاوضين والوسطاء في الدوحة؟. في المفاضلة بين الأمرين، الغزيون يختارون الأول، لأن ترك الأمر للمفاوضات قد يستغرق المزيد من الوقت، ذلك أن الخلافات الجوهرية بين الطرفين (حماس وإسرائيل) لم يفصلها مقترح ويتكوف، وخصوصاً لجهة عدد ونوعية الأسرى الفلسطينيين، الذين سيطلق سراحهم مقابل كل جندي إسرائيلي.


في غزة، ينتظرون على الجمر، سريان الهدنة للملمة ما تبقى لهم من أمل طال انتظاره، وحياة لم تعرف الهدوء منذ بداية الحرب، فهنا لا تقاس الليالي المرعبة بعدد ساعاتها، وإنما بعدد الغارات التي تضرب ملء قسوتها، وعدّاد الموت الذي يزهق أرواح الأبرياء، وعدد من باتوا يخافون حتى النوم، خشية ألا يستيقظوا.


وثمة حالة من التفاؤل الحذر فرضت نفسها في قطاع غزة، إذ كل دقيقة تتوقف فيها الحرب، ربما تنقذ حياة جريح ينتظر فتح المعابر، وإن أعلنت الهدنة بالفعل، سيشرب النازحون الماء حتى الارتواء، ودون النظر إلى ما تبقى منه، فهم لا يريدون سوى الحياة، ولن يصدقوا أن الحرب توقفت، حتى يروا سماء غزة دون طائرات، وفق قولهم.


في الأوساط السياسية، يرى مراقبون أن الموقف الأمريكي شكّل تحولاً، أنتج ضغطاً سياسياً على إسرائيل، لوقف الحرب في غزة، وهذا التوجه لم يهبط على غزة عبثاً، فواشنطن تريد التفرغ لإعادة ترتيب الأوراق التي تبعثرت في الإقليم.


وفي الدوحة، يبدو مسار المفاوضات استكشافياً، قبل الغوص في التفاصيل، ومما رشح لـ»الشرق» أن المتفاوضين ينتظرون قراراً من الرئيس ترامب، والأمر منوط إلى حد كبير، بنتائج مباحثاته مع نتنياهو.


المؤشرات تقول إن الرئيس ترامب يريد بالفعل لهذا الاتفاق أن يتم، وفي تل أبيب هناك تيارات معارضة أخذت تغير مواقفها، وحتى نتنياهو نفسه، أعاد التأكيد أن إطلاق سراح المحتجزين أهمية قصوى بالنسبة له، فيما جيش الاحتلال وضع حكومته أمام خيارات محدودة: إما فرض حكم عسكري على غزة وهذا ينطوي على مغامرة بأرواح الأسرى الإسرائيليين، وإما التوصل إلى اتفاق، وعليه، فكل المعطيات تؤشر على الذهاب نحو هدنة ثانية.


برأي المحلل السياسي محمـد دراغمة، فمسار المفاوضات في الدوحة يبدو مساراً فنياً وتفصيلياً لبنود التهدئة، فعندما يتفق ترامب مع نتنياهو على بدء تنفيذ الاتفاق، فساعتئذ يمكن جسر الخلافات كعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم، وأين سينتشر الجيش الإسرائيلي، وأماكن توزيع المساعدات الإنسانية. ويواصل: «هذه تصبح تفاصيل صغيرة، أمام الصورة الكبرى وهي نية ترامب بإنهاء الحرب في غزة، من خلال التوصل إلى هدنة الـ60 يوماً، ومن ثم الذهاب للصفقة الأشمل، التي تتناول شروط إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وصولاً إلى الترتيبات الإقليمية».


 وفي قطاع غزة، لا يكسر جدار الغارات وماكينة القتل والتجويع، سوى ترقب الأنباء القادمة من الدوحة أو واشنطن، والإعلان عن سريان الهدنة، وخروجها من المنعطف الأخير.

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى